سلي الرماح الـعوالي عن معالينا | واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا |
بيــض صنائعنا سود وقـائعـنا | خضر مرابعنا حمر مواضينا |
لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا | ولا ينال العلا من قدم الحذرا |
وقد كان ينظم الحلّي في فنون الشعر باللهجة المحكية في زمانه، كالزجل والموشح والقومة، كما كان أول من صنف كتاباً مختصاً بالشعر العربي العامي، و هو كتاب العاطل الحالي، أورد فيه نماذج من ذلك الشعر في زمنه ضمت أشعراً نظمها بنفسه.
من أبياته :
كن عن همومك معرضاً ***** وكل الأمور إلى القضا
وانعـم بـطـول سـلامـة ***** تُسليك عما قـد مضى
فلربـمـا اتسع المضيق ***** وربـمـا ضـاق الـفـضا
ولـرب أمــر مـسـخـط ***** لك في عواقبه رضى
الله يفـعـل مـا يـشاء ***** فـلا تـكـن مـتـعـرضا
وأيضا ً قال في قصيدته الشهيرة :
سل الرماح العوالي عـن معالينـا***** وستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
لما سعينـا فمـا رقـت عزائمنـا ***** عما نـروم ولا خابـت مساعينـا
قوم إذا أستخصموا كانوا فراعنـة ***** يوما وان حكموا كانـوا موازينـا
تدرعوا العقل جلبابا فـان حميـت ***** نار الوغي خلتهـم فيهـا مجانينـا
خيـل مـا ربطناهـا مسـومـة ***** لله نغزوا بها مـن بـات يغزونـا
إن العاصفيـر لمـا قـام قائمهـا ***** توهمت أنهـا صـارت شواهينـا
انـا لقـوم أبـت اخلاقنـا شرفـا***** أن نبتدى بالاذى من ليس يؤذينـا
لا يظهر العجز منا دون نيل منـى ***** ولو رأينـا المنايـا فـي أمانينـا
ولشاعرنا قصيدة معجّمة ليس فيها حرف مهمل:
فُتِنتُ بظَبي بَغَى خَيبَتي ***** بِجَفن تَفَنّنَ في فِتنَي
تَجَنّى، فبِتُّ بجَفن يَفيضُ ***** فخَيَّبتُ ظَنّي في يَقظَتي
قَضيبٌ يَجيءُ بزيّ يزينُ ***** تَثَنّى، فذُقتُ جَنى جَنّةِ
نَجيبٌ يُجيبُ بفَنٍّ يُذيبُ ***** بِبَضٍّ خَضيب نَفَى خِيفَتي
بجَفن يجيءُ ببِيض غَزَتْ ***** تَشجّ، فتَنفذُ في جُبّتي
غنيٌّ يَضَن بنَضٍّ نَقِيٍّ ***** فيَقضي بغَبني في بُغيَتي
تيَقّظَ بي غُنجُ جَفن غَضيض ***** بفَنٍّ يشنّ ضَنى جُثّتي
وهناك نوع آخر من شعره يسمّى الشعر العاطل أو المهمل، والذي يتميز بخلو كلماته من النقط بقوله:
سَدَدَ سَهماً ما عَدا روعَه ***** ورَوّعَ العُصمَ، وللاُسْدِ صادْ
أمالكَ الأمرِ أرِحْ هالِكاً ***** مدرِعاً للهَمّ دِرعَ السّوادْ
أراهُ طولُ الصدّ لمّا عَدَا ***** مَرامَهُ ما هَدّ صُمَّ الصِّلادْ
ودّ وداداً طارِداً هَمَّهُ ***** وما مُرادُ الحُرّ إلاّ الوَدادْ
والمَكرُ مَكرُوهٌ دَها أهلَهُ ***** وأهلَكَ اللهُ لهُ أهلَ عادْ
كما له قصيدة كلُّ كلمة من كلماتها مُصَغّرة:
نُقيطٌ من مُسَيك في وُرَيْدِ خُويلكَ أو وُسَيْمٌ في خُدَيْدِ
الأرتقيات إذا كانت القافية ميميّة كانت أوائل الأبيات كذلك كقوله:
مغانم صفو العيش أسمى المغانم ***** هي الظلُّ إلاّ أنّه غير دائمِ
ملكتُ زمام العيش فيها وطالما ***** رفعتُ بها لولا وقوع الجوازمِ
وإذا كانت القافية تنتهي بحرف القاف، كان أوائل الأبيات تبدأ بحرف القاف أيضاً كقوله:
قفي وَدّعينا قَبْلَ وشكِ التَّفرُّقِ ***** فما أنا من يحيى إلى حين نلتقي
قَضَيْتُ وما أودى الحِمامُ بمُهجتي ***** وشِبْتُ وما حَلَّ البياض بمفرقي
قرنْتِ الرّضى بالسّخط والقُرب بالنوى ***** ومزّقتِ شَمْلَ الوصل كلَّ مُمزّق
قبلتِ وصايا البحر من غير ناصح ***** وأحيَيْتِ قولَ الهَجْرِ مِنْ غيرِ مُشفِقِ
وهناك قصائد نظمها شاعرنا الحلّي تنتهي بالياء وتبدأ أبياتها بالياء أيضاً،
ولكن تمتاز بأنّها تقرأ مقلوبة بقوله:
يَلذُّ ذُلِّي بنضو ***** لَوْضَنَّ بي لَذَّ ذُلِّيْ
يَلُمُّ شَمْلِيْ لِحُسْن ***** إنْ سَحَّ لِيْ لَمَّ شَمْلِيْ
أعماله :
- درر النحور والتي تعرف أيضا بالأرتقيات .
- العاطل الحالي
- الأغلاطي
- صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء
- الخدمة الجليلة
Post a Comment